|
الافتتاحية الضيف وقد أوشك على الرحيل
|
ها هو شهر رمضان يوشك أن يقول لنا وداعاً..
دون أن يخبرنا هل من لقاء أو لقاءات قادمة معه..
أو نعرف إن كنا قد أحسنا ضيافته واستثمرنا روحانية أيامه ولياليه..
***
ها هو يهم بالرحيل..
وما تزال نفوس المسلمين توَّاقة إلى مزيد من أيامه ولياليه ..
يودعنا وداع حبيب تركنا وقد أرَّقنا كثيراً غيابه ورحيله..
فكيف وهو أحب الشهور وأغلاها عندنا..
***
يرحل هذا الضيف الكريم...
ودموع المسلمين تسبق رحيله..
وقد تزوَّدت إن شاء الله بالعبادات قبل هذا الرحيل ونأمل أن تفعل ذلك بما بقي من أيامه ولياليه..
ابتغاء رضا الله وسعياً إلى كسب عفوه وغفرانه..
***
رمضان..
هذا الشهر وقد نبهنا إلى ما ينبغي أن نقوم به نحو من لا إله إلا هو..
وحرَّك فينا كوامن الاهتمام بما نحن فيه من غفلة نحو حق الله علينا..
ها هو يدنو من الرحيل بعد أن طوَّقنا بطوق من أعمال طيِّبة، نسأل الله أن تنجينا من عذاب أليم..
***
أيام محدوده من عشره الأواخر...
لا تكاد تفي للقيام بمزيد من العبادات..
أو تكفي لرضا خالق الأرض والسموات علينا..
فاللهم عفوك ومغفرتك ورحمتك يا رب..
فنحن الضعفاء وأنت القوي القادر على كل شيء..
+
خالد المالك
|
|
|
أهم ما يتميز به بقاء زخرفته الفسيفساء الجامع الأموي.. جوهرة دمشق
|
عندما يقف المرء على أي مرتفع من مرتفعات جبل قاسيون الذي يحتضن العاصمةالسورية يظهر له المسجد الأموي . الذي يتوسط المدينة القديمة، حتي يبدوللناظر وكأنه طائر ضخم يفرد جناحه على الأحياء المحيطة به، وتقول كتب التاريخ ان دمشق أقدم مدينة في العالم، فعظمتها قامت مع وجود أول امبراطورية عربية في الإسلام، عندما أصبحت عاصمة بني أمية، لتنطلق الجيوش منها تتابع الفتح العظيم، الذي كاد يتوغل في أوروبا، وفي دمشق أنشئ الجامع الأموي أول عمارة عربية كاملة انشأها الوليد بن عبد الملك عام 715 ميلادية.
قام الخليفة الوليد بن عبد الملك الأموي بجهد معماري كبير في بناء المساجد وتجديدها في كل بلاد الشام الإسلامي خلال فترة حكمه (86 96 ه) فقد كان يعد من أعظم رعاة الفن الإسلامي وترك اسمه مخلدا على العمائر وفي نصوص المؤرخين والرسالة في العالم الإسلامي في دمشق ومصر واليمن وغيرها ولم يبخل بمال أو عتاد لتعمير المساجد وتجديدها. يقول الدكتور مصطفي عبد الله شيحة رئيس قسم الآثار الإسلامي بجامعة القاهرة كان المسجد الجامع في دمشق والذي عرف بالجامع الأموي على أحسن ما يكون من إتقان في العمارة والزخرفة حيث أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك ببنائه في دمشق عاصمة الخلافة الأموية حيث يذكر عنه الرحالة ابن جبير قوله «هو من أشهر جوامع الإسلام حسنا، وإتقان بناء، وغرابة صنعة وتزينا وشهرته المتعارفة في ذلك تغني عن استغراق الوصف فيه».
نموذج فريد للعمارة
وقد ورد أن الذي خط هذا الجامع كان أبو عبيدة بن الجراح وقد أمر الوليد ببنائه عام 87 هـ وانجز في عام 96 هـ. جمع الوليد بن عبد الملك لهذا الجامع الصناع والمهندسين والفنانين من شتى بلاد العالم، وقد يكون هذا الجامع من الوجهة الأثرية دل على نظرية توارث المكان وأهميته حيث كان يشغل جزءا من المساحة التي أقيم عليها معبد وثني، ثم كنيسة عوضهم عنها الوليد «للمسيحيين» بمال كثير ارتضوا له، كذلك كان من أركان المعبد الوثني بقايا أبراج قديمة استغلها المعماريون كقواعد لمآذن الجامع حتى الإنشاء، وفي ذلك يذكر المؤرخ المسعودي «وبعدها اتت المسيحية وأصبح كنيسة وبعدها أتى الإسلام فأصبحت مسجدا بناه الوليد بن عبد الملك بمكانه والصوامع «الأبراج» الأربعة لم تبدل وتستخدم للأذان.
ويذكر كريزول عالم الآثار الإسلامية أنه من بين هذه الأبراج الأربعة لم يبق سليما حتى اليوم سوى البرج الشمالي الغربي الذي تعلوه مئذنة بناها السلطان قايتباي في عام 1488م أما الأبراج الأخرى، فقد اختفت وشيدت في مواقعها مآذن على ما يبدو في عام 1340م وفي الجهة الشمالية مئذنة ثالثة يعود تاريخها إلي القرن 12م ولكن هناك مئذنة في ذلك الوقت شيدت قبل عام 985م لأن المسعودي لم يذكرها.
هذا وتبلغ مقاييس هذا المسجد الكبير 160م طولا و100م عرضا أما عن تخطيط هذا الجامع فهو على هيئة صحن مكشوف مستطيل الشكل تحيطه أربعة أروقة اعمقها رواق القبلة يتكون من ثلاث بلاطات تغطيها جمالونات يقطعها مجاز عمودي على محراب القبلة يتميز باتساعه وارتفاع سقفه ويغطي الجزء الأوسط المجاور فيه ويعرف بقبة النسر وتتميز عقود المسجد بتكوينها من صفين.
ويضيف الدكتور مصطفى شيحة أن للمسجد ثلاثة مداخل محورية، كما كان مفروشا بالرخام، وأهم ما يتميز به الجامع الأموي بدمشق في مجال الزخرفة بقاء زخرفته الفسيفساء والمعروفة باسم مصورة نهر بردكي والتي كشف عن جزء كبير منها العالم الفرنسي دي لوري عام 1927م وهي ذات موضوعات زخرفيه مختلفة على هيئة مناظر طبيعية في داخل الجامع وعلى مقربة من مدخله الرئيسي بارتفاع حوالي 7م وتمتد هذه الزخرفة على نهر يشبه في تفاصيله نهر بردى الذي يخترق مدينة دمشق، إذ يمتد النهر اسفل المصورة من اليسار إلي اليمين، ويظهر في أعلى الجانب الأيسر قصور وعمائر ومنازل وميادين وقناطر وجواسق وأشجار بألوان مختلفة، وتعد هذه المصورة ذات أهمية كبيرة في التعرف على عمائر مدينة دمشق في العصرالأموي، كما تظهر فيها التأثيرات الفنية المختلفة والتي تركت تأثيرها في بدايات الفن الإسلامي كالتأثير الساساني والبيزنطي وغيرهما، وقد تم تجديد الفسيفساء في الجامع الأموي بدمشق في عصر السلطان السلجوتي ملكشاه عام 475هـ.
ويؤكد المؤرخون وخبراء فن العماره أن الجامع الأموي بدمشق يحمل الكثير من العناصر المعمارية والزخرفية الهامة في تاريخ العمارة الإسلامية في العصرالأموي في تخطيطه وأروقته وقبابه وعقوده ومداخله فضلا عن الآراء العلمية المختلفة التي دارت حول نشأة المآذن في تاريخ العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|